مقابلة رئيس المكتب السياسي مع صحيفة (جون أفريك)
دعا رئيس المكتب السياسي للحركة الوطنية لتحرير الازواد، وعضو سابق في حركة التمرد في 23 ماي 2006، التي قادها إبراهيم اغ باهانغا، محمود اغ أغالي، المجتمع الدولي للضغط على حكومة مالي لمنح الازواد حريتها، وأكد انه في حال حصول الطوارق على استقلالهم فإنهم يقضون على القاعدة في مالي نهائيا.
أكد أغ علي (رئيس المكتب السياسي للحركة الوطنية لتحرير أزواد) في مقابلة مع صحيفة "جون أفريك" الثلاثاء أن حركة أزواد تنفي وجود قاعدة المغرب الإسلامي بجانبها في اكالهوك، حيث ارتكبت مجازر.
وقال "أقول وأؤكد أنه لا علاقة لنا بالقاعدة ولسنا مهربي مخدرات ولسنا عصابات، بالنسبة لنا هي ظواهر تمس بأمن إقليمنا، وبمساعدة باماكو، لماذا في البلدان المجاورة مثل موريتانيا والنيجر ليست لهم مكانة؟، وهذه البلدان ليست غنية ولا تملك إمكانيات عسكرية أكبر من مالي، لكن هنا هؤلاء الناس يحظون بمساعدة أشخاص يملكون نفوذا، ونقول للمجتمع الدولي امنحونا استقلالنا وسترون: ستكون نهاية القاعدة واختطافات الغربيين وتهريب المخدرات في مالي ".
وقال
محمود أغ علي: بخصوص رغبة الجزائر وبوركينافاسو في لعب دور الوساطة بين الطوارق وحكومة مالي من أجل فض النزاع، فإن الحركة جاهزة للحديث مع كل الدول الراغبة في تقديم مساعدة لحل النزاع، سواء من المنطقة أو من خارجها، المهم أن يكون من يلعب دور الوساطة على دراية ومعرفة جيدة بالمنطقة، وعليه فإن البلدان المجاورة لأزواد مرحب بها في هذا الدور.
وحول رغبة مجموعة من الدبلوماسيين في التنقل إلى المنطقة وبحث وقف إطلاق النار في مالي، قال أغ علي "إن قبول أزواد لهذه المجموعة يتوقف على مساعيها ومباحثاتها، بمعنى لابد أن تأتي للحديث عن طرق استقلال وحرية أزواد، وسنكون قابلين وجاهزين للحوار".
ولم يبد أغ علي متحمسا لهذه المبادرة، وقال "منذ 1957 ونحن نتحدث بالسيناريو ذاته، منذ الماضي الطوارق قالوا للاستعمار الفرنسي إنهم لا يرغبون في أن يندمجوا مع جمهورية مالي، ومنذ 30 عاما نتحدث مع الحكومة ونوقع اتفاقات، لكن تبقى دون فائدة، رغبنا في أن نكون مع باماكو، لكن باماكو لم ترغب في أن تكون معنا، وشعب شمال مالي وجنوبه يختلفان من أجل بناء دولة معا، مثلما لم يستطع مالي والسنغال في أن يكونا بلدا واحدا، لهذا نحن ندعوا المجتمع الدولي كي يضغط على مالي لتمنحنا استقلالنا".
وانتقد أغ علي حكومة باماكو التي تعامل إقليم الطوارق "بتمييز"، وقال "على المستوى الصحي لا يوجد تقريبا شيء في الشمال، نقطع كيلومترات عديدة من أجل الالتحاق بمركز صحي، وكذلك المدارس، والطوارق هم من يأخذ مبادرات لتدريس أبنائهم في ظل غياب الدولة".
وقال أغ علي: إن مشاكل شمال مالي ليست بسبب صعوبات الحكومة المالية، وقال إن الأمر لا يتعلق بنقص الوسائل والإمكانيات، وإنما هي مسالة الحكم والإرادة السياسية.
وأشار إلى أنه في حال حصول أزواد على استقلالهم، يمكنهم أن يطوروا السياحة ويطوروا -أكثر- ثقافتهم، "لحد الآن مالي هي التي تستفيد من ثروة ثقافتنا".
وفي رد حول مسالة اللاجئين قدم أغ علي شكره للبلدان المجاورة التي استقبلت 40 ألف نازح ومعها المنظمات الدولية، التي تقدم لهم المساعدات، وقال إن مشكلة النازحين تقلق كثيرا الحركة الأزوادية، رغم أن سبب اختيارهم اللجوء إلى الجوار هو الجيش المالي، الذي لا يفرق بين المدنيين والمحاربين، ويرمي برصاصه حول كل شيء يتحرك.
(ملخص مقابلة رئيس المكتب السياسي للحركة محمود أغ علي مع صحيفة (جون أفريك) بتاريخ 14/فبراير/2012م.)