لا وجود لأي علاقة بيننا مع تنظيم القاعدة
تفاصيل المقابلة:
موريتانيد: ما هي الأهداف الرئيسية لحركتكم؟
محمود أغ علي: الهدف الرئيسي لحركتنا هو إنهاء معاناة شعب أزواد، وتحقيق الأمن والاستقرار والازدهار فيه، والمساهمة في استقرار المنطقة والإقليم بشكل عام، وهو ما لا يمكن أن يتحقق إلا بتحرير أزواد.
موريتانيد: ما هو موقفكم كحركة من وجود تنظيم القاعدة في المنطقة التي تتواجدون بها وتسعون للانفصال بها عن بقية الاراضي المالية؟
محمود أغ علي: نحن ضد وجود تنظيم القاعدة، وضد كل وجود غير مشروع على أرض أزواد.موريتانيد: ما هو تفسيركم لوجود عناصر تنظيم القاعدة في ولايات شمال مالي تحديدا (تمبكتو،غاوو، كيدال)؟
محمود أغ علي: وجود القاعدة في هذه الولايات يعود إلى عدة أسباب، منها:
أولا: وجود أزمة سياسية منذ عشرات السنين، لم تجد حلا نهائيا، مما ولد فراغا شاملا في المنطقة.
ثانيا: كون المنطقة مجاورة لدول شهدت أزمات كبيرة، وعاشت حروبا ومواجهات بين الجماعات الإسلامية والأنظمة القائمة، مما سهل تصدير هذه الظاهرة إلى أزواد.
ثالثا: غياب الإرادة الحقيقية من طرف النظام في مالي للقضاء على هذه الظاهرة، ومتاجرته بالأوضاع في الإقليم.
موريتانيد: هل صحيح أن سكان شمال مالي من الطوارق والعرب يتعاطفون مع تنظيم القاعدة في المنطقة؟
محمود أغ علي: لا يوجد أي تعاطف من سكان أزواد مع تنظيم القاعدة، بل إن الشخصيات الدينية في الإقليم على طرفي نقيض من أفكار القاعدة ومنهجها، فما بالكم بغير المتدينين؟ إنما استغلت القاعدة وجود الفراغ الشامل الذي أشرنا إليه آنفا، والفساد الكبير في أجهزة الأمن التي تمثل نظام مالي، والحقيقة أن سكان أزواد هم المتضررون بالدرجة الأولى من وجود تنظيم القاعدة.
موريتانيد:في حال حصولكم على الحكم الذاتي ما هي الآلية التي ستتعاملون بها مع تنظيم القاعدة ؟
محمود أغ علي: عندما يحكم أبناء أزواد أنفسهم بأنفسهم، سوف لن يسمحوا بأي وجود سياسي أو عسكري خارج أجهزة أزواد، أو العلاقات مع الدول والمنظمات والهيئات الدولية، أما آلية التعامل مع مختلف الظواهر والتنظيمات والجماعات الموجودة في أزواد اليوم فأمر سيتحدد وفق المصلحة العامة للشعب الأزوادي في حينه.
موريتانيد: وهل لديكم ضمانات بهذا الخصوص تقدمونها للدول الساعية إلى محاربة الإرهاب في المنطقة ؟
محمود أغ علي: الضمان الأكبر هو إرادة الشعب الأزوادي في إنهاء معاناته، وجلب الأمن والاستقرار إلى منطقته، وبدلا من مطالبة أزواد اليوم بتقديم الضمانات، فإن أزواد هو الذي يطالب العالم بأن يفهم قضيته، ويدعم نضاله المشروع للوصول إلى حل نهائي لقضيته، ينهي معاناة شعب أزواد منذ عشرات السنين، ويأتي بالاستقرار إلى هذا الإقليم.
موريتانيد: تتهمكم الحكومة المالية وقوى غربية أخرى بالارتباط بتنظيم القاعدة في منطقة الساحل ويقال بأنهم شاركوا إلى جانب حركة تحرير ازواد في هجوم أجلهوك وتساليت، ما هو ردكم؟
محمود أغ علي: الحكومة المالية هي المتهمة بالارتباط بتنظيم القاعدة، وفي اعتقادنا فإن الدول الغربية لا تجهل ذلك، والنظام المالي هو المستفيد من وجود هذا التنظيم في الإقليم، والمقر الرئاسي في باماكو هو الذي يتسلم أكياسا من النقود أكثر من مرة عن طريق وساطاته مع تنظيم القاعدة، ويتعامل علنا مع أكبر المهربين في المنطقة والمطلوبين دوليا، ويتعاملون مع رئيس مالي شخصيا الآن، ويمولون له تشكيل مليشيات لإحداث فتنة الحرب الأهلية بين أبناء الشعب الواحد، ويستوردون له مئات السيارات تستخدم لهذا الغرض، وهذا لم يعد خافيا على أي مهتم.
وأما عملية تحرير أجلهوك فالتي شاركت فيها إلى جانب وحدات جيش التحرير الوطني الأزوادي هي جماعة أزوادية محلية، تتبنى أهدافا أزوادية بحتة، وذات توجه ديني، معتدل، تختلف أساسا عن القاعدة، بل هي من الذين يطالبون بإنهاء وجود القاعدة في المنطقة.
موريتانيد: وما هو مصدر الأسلحة المتطورة التي تستعملونها في حربكم ضد الجيش المالي،؟ومن أين لكم بالأموال للحصول عليها؟
محمود أغ علي: لقد حاربنا الجيش المالي منذ عقود، وفي معارك مختلفة، وتفوقنا عليه أكثر من مرة مستخدمين السلاح الأبيض في البداية، وأخذنا الأسلحة منه؛ لأنه لا يملك إرادة القتال؛ لعلمه بأنه ليس على حق، وعدم قناعته بوجوده في أزواد، وكان ذلك في التسعينات وما بعدها، وهذا يشهد عليه كل المتابعين، فلا نحتاج للأسلحة المتطورة للتفوق على الجيش المالي، ولكن الذي عرقل نضالنا – دائما- هو مواقف سياسية من بعض دول الإقليم المنحازة لمالي، دون النظر إلى المصلحة العامة في الإقليم، وعندما نحتاج إلى الأسلحة فإن الشعب الأزوادي مستعد لبيع الغالي والنفيس لشرائها، وكم باعت نساء أزواد حليهن وقلائدهن لتغطية احتياجات العمل النضالي والمناضلين.
وأما الحصول على الأسلحة فلا يكلف شيئا في منطقة مفتوحة، شهدت حروبا استمرت عقودا، من تشاد إلى السودان، إلى ليبيا.
موريتانيد: تقول بعض الجهات أنه ليست لديكم من الإمكانيات المادية والعسكرية والتجربة والخبرة ما يجعلكم تواجهون خطر الجماعات الإرهابية في حال حصولكم على حكم ذاتي ما هو ردكم؟
محمود أغ علي: لدينا كل التجربة والخبرة التي نحتاجها لحماية أرضنا، وإذا كان هناك ما ينقصنا فعلى الدول والجهات الحريصة على أمن المنطقة واستقرارها أن تساعدنا بتوفيره، مع العلم أنه لا يستطيع أحد أن يقوم مقامنا في هذه المنطقة، والمؤكد أنه لا يمكن أن يكون هناك أضعف من الجيش المالي في هذا المجال الذي لم يستطع أن يحقق إنجازا واحدا في هذا المضمار على الرغم من الدعم السخي والكبير الذي يتلقاه من قبل الدول الغربية لهذا الغرض